قاد الأسترالي هاري كيويل منتخب بلاده الى الدور نصف النهائي للنسخة الخامسة عشرة لبطولة كأس الأمم الاسيوية لكرة القدم 2011، على حساب نظيره العراقي حامل اللقب، بتسجيله هدف قاتل أحرزه في المباراة التي جرت بينهما يوم السبت 22 يناير/كانون الثاني على استاد نادي السد في الدوحة في إطار الدور ربع النهائي للبطولة التي تستضيفها قطر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري.
قدم المنتخبان عروضاً قوية في الشوط الأول من حيث المستوى والأداء التكتيكي، مع أفضلية للمنتخب الأسترالي الذي استحوذ على الكرة في الدقائق العشرين الأولى وبسط سيطرته على الميدان وعسكر في نصف الملعب العراقي، ولكن دون أن يشكل خطورة تذكر على مرمى الحارس العراقي محمد كاصد، واستعاد المنتخب العراقي بعد ذلك توازنه وأصبح يتبادل الهجمات مع خصمه، ولكن دون أن يشكل خطورة تذكر ايضاً، حتى الدقيقة الحادية والأربعين عندما لاحت أخطر فرصة للأستراليين عبر لاعبهم مات مكاي الذي استلم كرة بينية رائعة على مشارف منطقة الجزاء وسددها قوية وهو في مواجهة الحارس العراقي كاصد الذي انقض عليها ببراعة، كما أهدر النجم الأسترالي هاري كيويل فرصة ذهبية للتسجيل عندما لعب كرة من فوق الحارس محمد كاصد، ولكنها اعتلت العارضة ايضاً وذهبت الى خارج أرض الملعب في الدقيقة الـ 43 من الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.
أما الشوط الثاني فقد بدأ بهجمات المنتخب العراقي التي تمخضت عنها فرصة خطيرة جداً عن طريق المهاجم عماد محمد الذي استلم كرة بينية من الجهة اليمنى من يونس محمود قائد المنتخب العراقي، فتوغل بها الى داخل منطقة الجزاء، ولكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى الحارس الأسترالي المخضرم مارك شوارتزر في الدقيقة الـ 55، ليستلم المنتخب الأسترالي بعد ذلك زمام الأمور ويهدد مرمى خصمه مرة تلو الأخرى. ففي الدقيقة الـ 62 هيأ تيم كاهيل كرة لزميله كارمن الذي سددها قوية ولكن الحارس محمد كاصد كان لها بالمرصاد، كما هيأ كاهيل كرة أخرى لزميله هولمان الذي سددها صاروخية حولها محمد كاصد ببراعة الى ضربة زاوية في الدقيقة الـ 73، كما أنقذ الحارس العراقي محمد كاصد المتألق، مرماه من كرة رأسية للمدافع الأسترالي ساشا أوغنينوفسكي أفضل لاعب اسيوي في الموسم الماضي، بعد ضربة ركنية من الجهة اليمنى، ليحافظ بذلك على نظافة شباكه في الوقت الأصلي للمباراة، ويلجأ الطرفان الى شوطين إضافيين.
وعاد الأسترالي ساشا أوغنينوفسكي وتألق من جديد في بداية الشوط الاضافي الأول، فكاد أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الـ 98، عندما تهيأت له كرة بعد ضربة ركنية من الجهة اليمنى فسددها خلفية "دوبل كيك" ولكنها اصطدمت بأحد زملائه واعتلت العارضة العراقية، بعد أن كانت في طريقها الى الشباك الى أقصى الزاوية اليمنى.
ورد المنتخب العراق بهجمتين خطيرتين الأولى من انفرادة ولكن كرة المهاجم العراقي ذهبت الى أحضان الحارس الأسترالي مارك شوارتزر، وكرة أخرى ليونس محمود ذهبت سهلة الى خارج أرض الملعب لينتهي الشوط الاضافي الأول ايضاً بالتعادل السلبي.
وفي الدقيقة الأولى من الشوط الاضافي الثاني كاد العراقي مصطفى كريم أن يفتتح التسجيل، عندما تهيأت له كرة داخل منطقة الجزاء، ولكنه تباطأ فيها فأبعدها المدافع الأسترالي الى ضربة زاوية من الجهة اليمنى انتهت بتسديدة قوية لنشأت أكرم من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيسر.
وعندما كان الجميع يعتقد بأن المباراة تذهب الى ضربات الجزاء الترجيحية وفي ظل سيطرة عراقية، لعب الأسترالي مات مكاي كرة طويلة الى داخل منطقة الجزاء من الجهة اليسرى على رأس زميله النجم هاري كيويل الذي وضعها يإتقان في الشباك على يسار الحارس العراقي محمد كاصد الذي عجز في ردها في الدقيقة الـ 118 من عمر المباراة، محرزاً بذلك هدف الفوز لمنتخب بلاده ومنحه بالتالي بطاقة العبور الى الدور نصف النهائي للبطولة لأول مرة في تاريخه.
وكان المنتخبان قد التقيا مرة واحدة فقط وكانت في نهائيات الدورة الماضية في دور المجموعات وانتهت بفوز العراق حينها بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في الثالث عشر من يوليو/تموز عام 2007 وتأهل المنتخبان معا الى الدور ربع النهائي للبطولة.
وسيكون المنتخب الأسترالي على موعد في الدور نصف النهائي مع نظيره الأوزبيكستاني الذي تخطى بدوره منتخب الأردن بتغلبه عليه بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة التي جرت بينهما يوم الجمعة.
يذكر أن المنتخب الأسترالي قد بلغ دور الثمانية بعد تصدره المجموعة الثالثة، حيث فاز على الهند بأربعة أهداف نظيفة في الجولة الأول، وتعادل مع كوريا الجنوبية بهدف لمثله في الجولة الثانية، واختتم منافسات المجموعة الثالثة بالفوز على البحرين بهدف وحيد.
وهذه المشاركة الثانية بالنسبة للمنتخب الأسترالي في نهائيات كأس آسيا بعد انضمامه للاتحاد الاسيوي لكرة القدم عام 2006، وكانت المشاركة الأولى له في نهائيات بطولة كأس الأمم الأسيوية في عام 2007، ولم تكن المشاركة الأولى موفقة بعكس جميع التكهنات، فظهر المنتخب الأسترالي بمستوى متواضع، حيث تعادل مع عمان قبل أن يخسر أمام العراق بهدف مقابل ثلاثة أهداف، وخرج من الدور ربع النهائي بضربات الترجيح أمام اليابان.
كما عانى المنتخب الأسترالي الأمرين في التصفيات بالرغم من أنه تصدر قائمة المجموعة الثانية بفارق نقطتين فقط عن الأزرق الكويتي الثاني، وثلاث نقاط عن عمان صاحب المركز الثالث، حيث خسر المنتخب الأسترالي في عقر داره أمام الكويت بهدف مقابل لاشيء، قبل أن يفوز على عمان وإندونيسيا وبنتيجة واحدة بهدف مقابل لاشيء، ولكنه لم يخسر خارج أرضه فتعادل مع إندونيسيا سلباً ومع الكويت بهدفين لكل منهما واختتم مشواره في التصفيات بالتغلب على عمان بهدفين مقابل هدف واحد.
أما المنتخب العراق فقد كان قد استهل مشواره في البطولة بالخسارته أمام إيران بهدف مقابل هدفين، قبل أن يحقق انتصارين متتاليين على كل من الإمارات وكوريا الشمالية وبنتيجة واحدة بهدف مقابل لا شيء، ويحرز المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد ست نقاط خلف المنتخب الإيراني الذي تصدر بالعلامة الكاملة، وهو المنتخب الوحيد الذي حقق ثلاثة انتصارات متتالية في دور المجموعات.
بينما شارك العراق في نهائيات النسخة الخامسة عشرة للبطولة بوصفه حامل اللقب بعدما فاز بالبطولة لأول مرة في تاريخه في عام 2007 على حساب السعودية بفوزه عليها بهدف وحيد في المباراة النهائية، بينما استهل مشاركاته في نهائيات كأس آسيا في عام 1972، وهذه كانت المشاركة السابعة له في تاريخه.